مؤتمرالإعلام والبناء الثقافى والاجتماعى للمواطن العربى فى الفترة من 8 - 10 مايو 2007 بكلية الإعلام -جامعة القاهرة

أقامت كلية الإعلام- جامعة القاهرة ، مؤتمرها الثالث عشر تحت عنوان
"الإعلام والبناء الثقافى والاجتماعى للمواطن العربى "
فى الفترة من 8 - 10 مايو 2007 تحت رعاية
السيد - عمرو موسى ، الأمين العام لجامعة الدول العربية
والدكتور - على عبد الرحمن يوسف ، رئيس جامعة القاهرة
وقد رأس المؤتمر الدكتورة - ماجى الحلوانى ، عميدة كلية الإعلام - جامعة القاهرة
وقد رأس المؤتمر الدكتورة - ماجى الحلوانى ، عميدة كلية الإعلام - جامعة القاهرة
والدكتور - عدلى رضا ، أمين عام المؤتمر ، ووكيل كلية الإعلام - جامعة القاهرة
ملخصات بعض أبحاث قدمها المؤتمر
وسوف أقوم بعرض ملخصات ثلاث ورقات هامة هى :
الأولى : " دور الإعلام فى تعزيز السلم الأهلى فى المجتمع الفلسطينى " د . حسين أبو شنب
الثانية : " دور برامج الأطفال بالقنوات الفضائية العربية فى نشر المفاهيم والقيم السلوكية لدى الأطفال العرب فى المرحلة العمرية من 9 - 14 سنة " د. أشرف جلال
الثالثة : " أطر معالجة أزمة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ، والإسلام فى الصحافة الدولية " د. هناء فاروق صالح
الورقة الأولى
" دور الإعلام فى تعزيز السلم الأهلى فى المجتمع الفلسطينى "
د. حسين أبو شنب، كلية الإعلام / جامعة فلسطين
مقدمة :
انتشر مصطلح " السلم الأهلى " فى المجتمعات التى شهدت نزاعات سياسية وعسكرية واجتماعية ، أنتجت العصبية
القبلية والعشائرية والحزبية والتنظيمية ، وأدى ذلك إلى الفلتان الأمنى والإعلامى والاجتماى والتدهور الاقتصادى
والثقافى ، وانتشرت تجارة السلاح والمخدرات ، وظهرت حالة التفكك الأسرى والبلطجة وتهديد السلم الأهلى
والمجتمعى ، ومن هذه المجتمعات ، المجتمع الفلسطينى الحديث الذى يشهد حالة حادة من عدم السلم الأهلى وانفجار
النزاعات المختلفة التى باتت تهدد المجتمع الفلسطينى وتعوق استقراره وتطوره ، واتجهت الأنظار نحو وسائل
الإعلام ودورها فى " تعزيز السلم الأهلى " والتصدى لمظاهر الفلتان الأمنى والعصبية القبلية والحزبية والتنظيمية
وانعكاسات ذلك على الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والتنظيمية ، وهو ما دعا الباحث إلى دراسة هذه الظاهرة
أسبابها ودوافعها وأشكالها ومخاطرها وتأثيراتها ودور الإعلام فى مواجهة هذه المخاطر ، وتعزيز السلم الأهلى
مشكلة البحث
تتحدّد مشكلة الدراسة فى الإجابة عن السؤال الرئيسى التالى :
ما دور الإعلام فى تعزيز السلم الأهلى
ويتفرّع عنه عدد من التساؤلات موزّعة على ثلاثة محاور رئيسية : المحور الأول : البحث عن مقوّمات ومهدّدات
السلم الأهلى ، وما ينتج عن ذلك من ظواهر ومخاطر تهدد السلم الأهلى مثل الانفلات الأمنى ، وفوضى السلاح
وتهديد الوحدة الوطنية ، المحور الثانى : يبحث فى دور المؤسسات الرسمية وغير الرسمية فى تعزيز السلم
الأهلى ، والمحور الثالث : يبحث عن المعوّقات فى دور المؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية فى تعزيز
السلم الأهلى ، والمتطلبات الأساسية لنجاح الإعلام والمؤسسات الإعلامية فى تعزيز السلم الأهلى ، وصولا إلى
التصور المقترح لدور الإعلام فى تعزيز السلم الأهلى
منهج البحث وأدواته
يعد هذا البحث من البحوث الوصفية التى تهتم بدراسة الظاهرة وجمع المعلومات المتعلّقة بها ، واستخدم الباحث
فى إطارها منهج المسح باعتباره الأكثر ملاءمة لتسجيل وتحليل وتفسير الظاهرة ، واستفاد الباحث من المنهج
التاريخى لقراءة ظاهرة الفلتان الأمنى ، فى ضوء التدخلات الخارجية والإسرائيلية التى هددت السلم الأهلى فى
المجتمع الفلسطينى
أداة البحث
استخدم الباحث صحيفة الاستقصاء أداة للبحث ، تمّ تقسيمها إلى ثلاثة محاور ، يشتمل كل محور على عدد من
التساؤلات ، وتنتهى إلى البحث عن تصور مقترح لدور الإعلام فى تعزيز السلم الأهلى
مجتمع البحث والعينة
تم تطبيق هذا البحث على مجتمع النخبة الفلسطينية ، الممثّلة لمجالات العمل السياسى والإعلامى والجامعى والتنظيمى
والحكومى ، وغير الحكومى ، ومن ذلك ، رجال الأعمال والاقتصاد وجمعيات المجتمع المدنى ، واشتملت العينة
على " 224 " مفردة من الذكور والإناث
استخلاص النتائج الهامة
المحور الأول :
أولا: أهم معوّقات السلم الأهلى كما يرى المبحوثون من النخبة الفلسطينية ، سيادة القانون ، نبذ العنف، تدعيم
الانتماء للوطن ، قبول الآخر ، احترام القيم الأخلاقية ، التسامح والتصالح . ثانيا : أهم مهدّدات السلم الأهلى
وفق رؤية المبحوثين من النخبة ، غياب السلطة القضائية ، والقانون ، وضعف السلطة الفلسطينية ، تنازع السلطة
بين الرئاسة والحكومة ، تداخل الصلاحيات بين الأجهزة ، العصبية الفصائلية والتنظيمية ، العصبية الدينية والفكرية .
ثالثا : أهم الظواهر الناتجة عن تدهور السلم الأهلى وفق رؤية النخبة ، الفلتان الأمنى ، وفوضى السلاح ، التنازع
بين فتح وحماس ، الاعتداء على الممتلكات العامة ، الاعتداء على الشخصيات العامة ، النزاعات العائلية ، وضعف
مؤسسات السلطة الفلسطينية ( التنفيذية ، القضائية ، التشريعية ) ، والاعتداء على الأجانب . رابعا : أهم المخاطر
والأضرار التى انعكست على المجتمع الفلسطينى فى ضوء تدهور السلم الأهلى وفق رؤية النخبة ، تهديد الوحدة
الوطنية ، وانتشار الأسلحة غير القانونية وتزايد حوادث القتل والخطف، وتشويه صورة الإنسان الفلسطينى
وهروب رؤوس الأموال ، وتعطيل الجهاز القضائى
المحور الثانى :
أولا: يرى المبحوثون من النخبة الفلسطينية ، إن المؤسسات الرسمية لا تسهم فى تعزيز السلم الأهلى ، وبخاصة
وزارة
الداخلية بوجه عام ، فيما يرى بعض المبحوثين عدم إسهام وزارة الداخلية إلى حد قليل ، وكذلك وزارة الإعلام
والجامعات ، فى تعزيز السلم الأهلى ، وهى أكثر الهيئات الرسمية احتكاكا بالجمهور . ثانيا : يرى المبحوثون
كذلك إن المؤسسات غير الرسمية ، وبخاصة المساجد ، ودور العبادة ، والمجالس العائلية والديوان ، لا تسهم
فى تعزيز السلم الأهلى فى رأى بعض المبحوثين ، ومن بعد ذلك الفصائل والتنظيمات ، وإن كانت المساهمة
فى رأى بعض المبحوثين قليلة ، وفى ذلك اقتراب من الواقع ، وأن شبكة المنظمات الأهلية ، وجمعيات المجتمع
المدنى أكثر إسهاما ، وإن كان ذلك غير مؤثّر
المحور الثالث :
المؤسسات الإعلامية الرسمية وغير الرسمية :
أولا: يرى المبحوثون إن المؤسسات الإعلامية الرسمية لا تسهم فى تعزيز السلم الأهلى وبخاصة ، الناطقون
الإعلاميون ، والناطقون الرسميون ، سواء باسم الرئاسة ، أو باسم الحكومة ، لأنهم يعكسون حالة التناقض والتصادم
واختلطت أقوالهم بالمفردات القاسية التى تحمل الإثارة والتهييج ، ومن بعدهم وزارة الإعلام التى غلب عليها
الانحياز ، وكثرة التصريحات لصالح الحكومة أكثر من التعبير عن دورها الحقيقى المنشود . ثانيا : تصدّر قائمة
المؤسسات الإعلامية غير الرسمية ، إعلام الفصائل والتنظيمات من حيث عدم الإسهام فى تعزيز السلم الأهلى
وبالأخص ، إعلام حركة حماس ، وإعلام حركة فتح ، باعتبار الحركتين تتنازعان على السلطة ويهدّدان فى
ذلك السلم الأهلى . ثالثا : جاءت الإذاعات المحلية فى الدرجة الثانية فى سياق المؤسسات الإعلامية غير الرسمية
التى لا تسهم فى تعزيز السلم الأهلى ، وكذلك المواقع الإليكترونية وذلك يمثل الواقع الإعلامى القائم المتناثر نتيجة
عدم السيطرة والرقابة والتوجه والتنظيم ، وفى ضوء ضعف مؤسسات السلطة بوجه عام ، وغياب القانون والنظام
رابعا : المعوّقات لدور الإعلام فى تعزيز السلم الأهلى : يرى المبحوثون من النخبة الفلسطينية ، أن أبرز المعوّقات
تتمثّل فى تنفيذ تعليمات الفصائل ، وعدم إتاحة الفرصة للرأى الآخر ، وعدم وضوح الرسالة الإعلامية ، وعدم
احترام الرأى الآخر ، والرغبة فى التحدى والانتقام ، وعدم توفر الكفاءات والخبرات ، وتأثير مصادر التمويل
وهو ما يتوافق مع ما جاء فى المقوّمات والمهدّدات . خامسا : متطلبات النجاح لدور الإعلام فى تعزيز السلم
الأهلى : يرى المبحوثون إن أهم متطلّبات نجاح الإعلام فى تعزيز السلم الأهلى فى المجتمع الفلسطينى ، تتمثّل
فى إعادة هيكلة مؤسسات الإعلام الفلسطينية ، وتدريب الكوادر والعاملين فى هذه المؤسسات ، وتجديد القيادات
الإعلامية ، وتحديث الإدارات ، وتشكيل مجلس أعلى للإعلام ، والاتفاق على ميثاق شرف إعلامى ، والاستفادة من العلماء والخبراء .
التصور المقترح لتفعيل دور الإعلام فى تعزيز السلم الأهلى
" الهدف من التصور ، منطلقات التصور ، آلية تفعيل التصور المقترح "
إنشاء إدارة للتخطيط الإعلامى
تشكيل مجلس أعلى للإعلام
إنشاء هيئة متخصصة لإدارة الأزمات
هيئة عليا للتنسيق مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتعزيز ثقافة التسامح ونبذ العنف
تفعيل قانون المطبوعات وإعادة المراجعة
توحيد الخطاب الإعلامى ، وتنظيم العلاقات مع المراسلين والمكاتب الإعلامية
الاهتمام بإعداد وتدريب وتأهيل العاملين
تشكيل لجنة عليا للبرامج الإعلامية ، وبخاصة للإذاعات ومحطات التلفزة الخاصة والرسمية
الورقة الثانية
" دور برامج الأطفال بالقنوات الفضائية العربية فى نشر المفاهيم والقيم السلوكية لدى
الأطفال العرب فى المرحلة العمرية من 9 - 14 سنة "
د. أشرف جلال ، قسم الإعلام / جامعة قطر
والأستاذ المساعد بقسم الإذاعة - كلية الإعلام - مصر
مقدمة :
تلعب التنشئة الاجتماعية بمؤسساتها المختلفة دورا كبيرا فى تشكيل شخصية ووجدان الأطفال ، وفى مقدمة هذه
المؤسسات ، الأسرة ، والمدرسة ، والمؤسسة الدينية والاجتماعية . وهذا الترتيب لا يعنى تحديدا لأهمية كل
مؤسسة ، بقدر ما يرتبط بالنمو العمرى للطفل وسط أسرته ، ثم دخوله إلى المدرسة ، وتعوده للذهاب لدور العبادة
ثم النادى أو مركز الأطفال لتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية . ويأتى الإعلام ليكون عنصرا مصاحبا لكل
هذه المؤسسات ، حيث يبدأ تعريض الطفل له فى سن الثانية ، وينتبه فى الثلاث سنوات ، ويبدأ فى الفهم والإدارك
لما يشاهده فى سن الرابعة ، ويختزن فى عقله العديد من التجارب والمؤثرات . والسؤال : هل ما زالت هذه المؤسسات تقوم بدورها أم تراجع هذا الدور أم اختفى
مشكلة الدراسة :
تتمثّل مشكلة الدراسة فى الإجابة على تلك التساؤلات : " ما طبيعة وحدود ، ومدى اهتمام ، وأثر القنوات الفضائية
العربية المتخصّصة الموجّهة للأطفال فى المرحلة العمرية من 9 - 14 سنة على نشر المعانى والقيم والمفاهيم
والسلوكيات سواء إيجابية أو سلبية
والهدف منها :
الخروج بإطار عمل مقترح لأداء تلك القنوات مستقبلا ، تفعيلا لدورها من جانب ، وترشيدا للقيم والسلوكيات
المقدّمة عبرها من جانب آخر ، وبما يؤدى لتطوير هذا الآداء وتحسينه ، على اعتبار أن هذه القنوات تعد أحد
مصادر التنشئة الاجتماعية إلى جانب الأسرة والمدرسة والنادى والأصدقاء ودور العبادة
أهمية هذه الدراسة :
أولا: ارتفاع معدلات إنتاج برامج الأطفال . ثانيا : ارتفاع معدّلات التعرض من جانب الجمهور المستهدف " الأطفال "
لهذه القنوات فى هذه المرحلة العمرية التى تمثل نهاية المرحلة الابتدائية ، وبداية المرحلة الإعدادية . ثالثا : تزايد
الاتهامات الموجّهة لبرامج الأطفال بوجه عام ، والرسوم المتحرّكة بوجه خاص ، بأنها المسؤولة عن إفراز العديد
من الظواهر السلبية فى المجتمع العربى ، مثل العنف المدرسى ، والتأخر الدراسى ، وانتشار ألفاظ سوقية ، وانتشار
أنماط العنف فى سلوك الأطفال من جانب ، والتأثير على قيمهم واتجاهاتهم السلوكية من جانب آخر .
رابعا :
تزايد أعداد القنوات الفضائية العربية المتخصّصة والموجّهة للأطفال ، لتمثّل "5 " قنوات ، أربع منها فى منطقة
الخليج العربى ، وتبث كل هذه القنوات على الأقمار العامة دون تشفير ، مما يسمح بتزايد فرص مشاهدتها والتعرض
لها بخلاف ما يُعرض كذلك فى القنوات العامة . خامسا : ضعْْف مستوى التعليم بالمدارس الابتدائية والإعدادية
وتزايد الحديث حول دور التليفزيون فى إضعاف مستوى التحصيل ، واستيلائه على وقت الأطفال ، مقابل قدرته
على زيادة ثقافتهم الشخصية . سادسا : ضعْف الإنتاج العربى فى مجال براج الأطفال عامة ، والرسوم المتحرّكة
خاصة ، كمّا وكيفا ، مقابل الإنتاج الإجنبى والمستورد والذى ينقل لهم قيما وأفكارا ومفاهيما غريبة عن الواقع
العربى ، ولكنها المتاحة ، سواء بحكم الشراء أم الإهداء من جانب المحطات الأجنبية إلى نظيرتها العربية وفى
سؤال وجهته إلى الدكتور أشرف : لماذا لا يوجد إنتاج عربى من برامج الأطفال والرسوم المتحرّكة
أجاب :
بسبب عدم وجود رأس المال الذى يؤمن بأهمية الرسوم المتحرّكة فى تدعيم القيم لدى الطفل العربى والمسلم
من ناحية ، وعدم وجود الإمكانات المادية من آلات وأدوات من ناحية ثانية ، وعدم تشجيع المبدعين القادرين
على مخاطبة الطفل العربى والمسلم من ناحية ثالثة
سابعا : فى الوقت الذى ظهرت فيه العديد من الشخصيات الكارتونية الأجنبية مثل " الرجل الوطواط" ، " والمحقّق كونان "
" وطرزان " و " الرجل الخفى " و " سبايدر مان " و " المومياء" و " وجومانجى " و " بى بليد " و " المقاتل النبيل"
و " سكوبى دو " و " بوكيمون" و " سوبر مان " و " سابق ولاحق" ، لا نجد فى المقابل سوى شخصية عربية
واحدة هى " بكّار" الذى اختلف مستواه بسبب رحيل مبدعته . ثامنا : لا زالت حوادث العنف فى بعض المدارس
الأمريكية ، تلقى ظلالها حول تقليد هؤلاء الأطفال لما يشاهدونه من أفلام الكارتون .
الهدف العام للدراسة :
تهدف الدراسة إلى ترشيد البرامج المقدمة للأطفال قيميا وسلوكيا من خلال إمدام القائمين بالاتصال بتلك القنوات
ببيانات ومعلومات دقيقة وحديثة وصادقة عن القيم ، وقدرة تلك القنوات على تطوير المضمون المقدم للأطفال
وكذلك ، تطوير آلية إعلامية ملائمة لكيفية الطرح الإعلامى لبرامج الأطفال عبر الفضائيات العربية
الخلاصة العامة والتوصيات :
لا يرى الباحث أنه يتوصل إلى توصيات وإنما هى خلاصة عامة ، مستمدة من واقع قراءة نتائج هذه الدراسة :
أولا : بما أن عقلية الطفل العربى وبنائه هى أهم ما نملك ، فعلينا أن نستثمر من خلال تحقيق معادلة تجمع ما بين
المتعة والتثقيف ، بإيجاد منظومة إعلامية متفاعلة قادرة على إمتاع الطفل وتثقيفه معا . ثانيا : أهمية الانتباه
لخطور الفضائيات العربية غير المشفرة ، والتى تقدّم رصيدا ضخما من البرامج والرسوم المتحرّكة الأجنبية
دون وجود جهة رقابية تحدّد ما ينبغى ، وما لا ينبغى ، أن يقدّم ، فقد أسفر تحليل المضمون عن عشرات من الحالات
الصارخة التى تستدعى الوقوف عندها ، وتحيل ما يقدّم فى ضوء الخصوصية التى تتمتّع بها المجتمعات العربية
والإسلامية ، ولاسيما عندما تقترب من الدين أو القيم الأخلاقية . ثالثا : هناك حاجة متزايدة لإنشاء مرصد إعلامى
عربى عبر القنوات الفضائية لرصد وتسجيل وتحليل ما يقدم والخروج بنتائج وخلاصات واستدلالات هامة تجاه
ما يمكن أن يمس عقلية الطفل العربى والمسلم . رابعا : اعتماد منهج للتربية الإعلامية فى المدارس ، وقصور
ثقافة الطفل ، ونوادى الأطفال ، بما يسمح ، ليس فقط بالمشاهدة الواعية ، بل والخروج بأهم القيم التى ينبغى
أن ترسخها البرامج فى عقول الأطفال . خامسا : أهمية مخاطبة كافة مؤسسات التنشئة ، وفى مقدمتها الأب
والأم ، كأول وأهم مؤسسات التنشئة ، ثم المدرسة وجماعات الأصدقاء والنوادى ، بشأن الانتباه وأهمية ممارسة
دورها الواعى على سلّم الاحتياجات النفسية والاجتماعية والوجدانية للطفل . سادسا : استثمار الرسوم المتحرّكة
كشكل فنى محبّب ، ليس فقط على مستوى الترفيه ، وإنما أيضا على مستوى المدرسة بحيث تتحوّل الشخصية
الكارتونية إلى صديق يمكنه أن يمتّع ويسلّى ، وفى الوقت نفسه يثقّف ويوجّه ويرشد . سابعا : هناك حاجة ملّحة
لإعادة النظر فى الإنتاج العربى الذى ما زال حتى الآن يعتمد على التقليد والمحاكاة أكثر من الابتكار والتجديد
ويمكن أن يبدأ ذلك تدريجيا ، ليس فقط بدبلجة الأعمال الأجنبية ، وإنما بإيجاد شخصيات كارتونية عربية إسلامية
لها خصوصية واضحة على غرار شخصية " بكّار" . ثامنا : مخاطبة المسئولين عن القنوات المتخصّصة لتقنين
القيم والسلوكيات الإيجابية فيما يقدّم عبر هذه القنوات وفق خطة مدروسة واستراتيجية واضحة . تاسعا : ضرورة
القيام بتقييم دورى لبرامج الأطفال وإعداد تقارير ربع ، أو نصف سنوية ، تُعرض على المسئولين على هذه القنوات
لتقييم الإيجابيات والسلبيات فى الخرائط البرامجية على غرار التقارير المدرسية . عاشرا : أهمية تفعيل مواثيق
الشرف الإعلامية ، وإقامة المهرجانات المتخصّصة لبرامج الأطفال على غرار مهرجان سينما الأطفال ، بحيث
يُعرض إنتاج الدول المختلفة ، ويكون المعيار للأفضل ، بالنسبة ل : الناحية القيمية أولا ، والإنتاجية ثانيا
مداخلة صاحبة المدونة
حينما تم فتح باب المداخلات ، تساءلت : إنّ عملية التحكم فى الرسائل الواردة إلينا ، بأشكال مختلفة من برامج
ومسلسلات وأفلام ورسوم متحرّكة " كارتون " ، عبر وسائل مختلفة كذلك من إنترنت وقنوات فضائية ، والتى قد تخالف
تقاليدنا العربية والإسلامية ، هى عملية إن لم تكن مستحيلة ، فهى شبه مستحيلة ، ومن ثم ، فنحن نتمنى أن تكون
هناك دراسة توضّح لنا " مدى تأثير الأصوات المعارضة على قوة الرسائل الإعلامية المقدمة والمختلفة عن
ثقافتنا " وذلك لكى يسير تيار المعارضة جنبا إلى جنب مع محاولات الإصلاح واستدراك الأخطاء . وشكرا
الورقة الثالثة
"أطر معالجة أزمة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام
فى الصحافة الدولية "
د. هناء فاروق صالح ، كلية الإعلام / جامعة القاهرة
أهداف البحث :
يسعى البحث إلى تحقيق هدف رئيسى ، وهو التعرّف على أطر معالجة الأزمات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم
والإسلام فى الصحافة الدولية ( لوموند - الهيرالد تربيون - توركيش ديلى ) ، فى الفترة من ديسمبر 2005
إلى ديسمبر 2006 ، وبالتطبيق على أزمة الرسوم الكاريكاتورية ، التى نشرتها جريدة " اليولاندز بوسطن " فى الدانمارك
وتصريحات بابا الفاتيكان " بنديكت " عن الرسول صلى الله عليه وسلم
نتائج الدراسة :
أكّدت نتائج الدراسة أن أزمة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وللإسلام ، ارتبطت بالسياق الأعم والأشمل
لصورة الإسلام الموجودة فى الثقافة الغربية بصفة عامة ، وفى وسائل الإعلام بصفة خاصة ، إذ تظهر معالجة
الصحف الغربية للإسلام والمسلمين العديد من الصور النمطية ، وعادة ما تدعّم الأخبار فى العالم الغربى نفس
الصور النمطية . وكذلك عمل المراسلين وكفاءتهم ، إذ يأخذون معلوماتهم من مصادر " نمطية " يلجأون إليها
ومن خلال ملاحظات وانطباعات يتم نشرها وتكرارها ، وذلك لخلْق حالة من الفزع من المسلمين ، خاصة فى
حالة تكرار استخدام شعار يردّده المتظاهرون " الله أكبر " ، وهى صيحة ارتبطت تاريخيا بالفتوحات الإسلامية
وكذلك ترديد مقولات مثل " جيش محمد سوف يعود " ، ونشر صورهم وهم يدمّرون السفارات الأجنبية ويحرقونها
وتصويرهم من أسفل، مما يجعلهم يظهرون كعمالقة مخيفين ، ورسْمهم المسلمين فى الكاريكاتير " بحواجب
ولحى وذقون كثيفة وداكنة " ، هذا فضلا عن منظومة القيم الإخبارية التى تستخدمها وكالات الأنباء الدولية خاصة
رويتر ، والتى طالما روّجت لنمط من المسلمين وربطتهم بالإرهابيين ، فضلا عن عامل شديد الأهمية وهو عامل
المصلحة ، والذى تمثّل فى مصالح " فرنسا " فى " لبنان " ، ومن ثم موقفها الناقد والساخر من سوريا ، وموقف
" أمريكا " من " إيران " ، وكذلك مصلحة " تركيا " فى الانضمام للاتحاد الأوروبى . كما أظهرت الدراسة
وجود ثنائية حاضرة بشكل يكاد يكون مستقرا ما بين " المتحضّر" و " المتأخّر" ، و " الظلاميون " و " التنويريون"
ويرتبط بذلك صفات مثل إرهابى ، متطرّف ، بدائى ، الإمام الكريه فى الدانمارك ، وكذلك مصطلح " الدول
الإسلامية العنيفة " ، ويترتب على كل ذلك ردود فعل عاطفي لدى المشاهدين ، وإزكاء مشاعر الخوْف لديهم
ومن ثمّ ، عُزلة مسلمى أوروبا فى " جيتو " عصرى ، والمزيد من التباعد والصدام بين الغرب والإسلام ، وإبراز
التناقض ، ومقارنة ذلك مع الغرب المسيحى ، حيث يعد مركزا للتفكير العلمى والتنوير والسلام والديموقراطية .
ولذلك تؤكّد الباحثة أن الأمر لا يقف عند حدود الرسوم الكاريكاتورية ، بل يخفى حقائق اجتماعية وثقافية معقدّة
للغاية . أكّدت نتائج الدراسة أن أبرز أدوار ووظائف الصحافة الدولية خلال الأزمة ، تمثّلت فى الدفاع عن المصلحة
الوطنية للدولة التى تصدر عنها ، ونقْل صورة إيجابية عنها ، والتأكيد على اندماجها واستيعابها لكافة الأحداث
والفئات والأقليات والعناصر الموجودة فيها ، وذلك بالتأكيد على اندماج ووحدة الدولة سواء بالنسبة لمسلمى فرنسا
والتأكيد على اندماجهم فى نسيج المجتمع الفرنسى " لوموند" ، أو بالنسبة لمسيحيى تركيا " توريكش ديلى " كما
أكّدت النتائج أيضا ، ارتباط معالجات الصحف الدولية بالهوية الثقافية للمجتمعات التى تصدر عنها ، والدفاع
عن الهوية الدينية للذات فى مواجهة الآخر ، وتجلّى ذلك فى دفاع " لوموند " و " الهيرالد" عن بابا الفاتيكان
وإلقاء المسئولية على الفضائيات العربية التى نقلت تصريحاته مبتورة من سياقها ، وبالتالى تمّ إساءة فهْم البابا
وما ترتب على ذلك من نتائج وأزمات . فى مقابل موقف الصحافة التركية الذى كان أكثر حدة فى مواجهة تصريحات
البابا ، يرجع ذلك إلى عدائه لتركيا ورفضه لدخولها للاتحاد الأوروبى ، ولذلك أكدت الجريدة على مسئوليته
الكاملة ، وتعمّده لانتقاء كلماته المسيئة ، وكذلك التشكيك فى صحّة الاقتباس ، مع الإشارة إلى نشاطه النازى
فى الماضى ، وإن دعوته للحوار ، هى شكل جديد من نشاط البعثات التبشيرية ، وإن الحروب الصليبية مستمرة
وإن تصريحات البابا جزء منها . تعدّدت الأطر التى قدمت بها الصحافة الدولية رؤيتها لأزمة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم
وللإسلام ،ولم ترتكز على إطار واحد بل تعدّدت الأطر ما بين الصراع والمسئولية والآثار الاقتصادية والذات
فى مواجهة الأخر ، مع التركيز على إطار المسئولية فى كل صحف الدراسة ، كإطار مسيّطر فضلا عن إطار
الصراع الذى ارتبط بتصاعد الأحداث فى العالم الإسلامى ، ووصولها إلى ذروتها بحرق واقتحام وتدمير بعض
السفارات الأجنبية .
المسئولية ما بين الغرب والشرق فى الصحف الغربية
حيث ألقت صحيفتا " لوموند " و " الهيرالد " المسئولية على العالم الإسلامى بالدرجة الأولى والأساسية مع تهميش
مسئولية العالم الغربى ، فى حين ركّزت " التوريكش ديلى " على مسئولية الغرب ودوره فى إثارة مثل هذه الأحداث
التى تسئ للعلاقة بين الغرب والإسلام فضلا عن مسئولية الغرب عن الممارسات السياسية والدولية تجاه العالم
الإسلامى ، مما يؤدى إلى احتقاره للغرب ورفضه له
البريد الإلكترونى والإساءة للمسلمين
أوضحت الدراسة كذلك أن البريد الإليكترونى قد أُستخدم فى كثير من الأحيان كساحة للمزايدة والإهانة للمسلمين
وتأكيد الصورة النمطية لهم ، وذلك فى الصحافة الدولية الغربية فحسب " لوموند، الهيرالد" ، خاصة من جانب
القرّاء الإسرائيليين ، واستنكار موقف الغرب المهادن من المسلمين الذين رفضوا ربط الإسلام بالعنف والإرهاب
ومطالبة المسلمين للبابا بالاعتذار ، بينما لا يعتذر القادة المسلمون عن تعليقاتهم المعادية للسامية .
خواطر من كلية الإعلام - جامعة القاهرة
لعلى أوجّه التحية لأستاذتى فى كلية الإعلام ، والتى أتذكر فيها المعاملة الراقية للطالب ، وإذكاء روح الإبداع
لديه ، فلطالما كانت العبارة السائدة على ألسنة أساتذتى فى كلية الإعلام :
" لابدّ وأن تقول رأيك وتخالف رأى الدكتور ، ولكن بشرط واحد هام ، وهو أن يكون لديك الدليل على ما تقول
وإلا كان الأمر جدالا لا منفعة فيه "
كذلك ، أتذكّر عبارة هامة ألقاها على مسامعنا الدكتور " سامى الشريف " فى مرحلة مبكّرة جدا من الدراسة
بكلية الإعلام - والدكتور سامى الشريف ، كما سمعت فى احد البرامج الثقافية إنه من أهل سيناء - ففى أثناء
المحاضرة ، وبداية دراسة نظريات الإعلام ونظريات الاتصال ، نظر إلينا جميعا فى المدرّج ثم قال : " علّ
وعسى ، أن يستطيع أحدكم ، أن يضع لنا نظرية أو أكثر فى الإعلام ، مثل هؤلاء العلماء الغربيين "
وأعتقد أن هذه العبارة
سبّبت للبعض منّا صدمة معرفية إيجابية ، تتمثل فى أننا بدورنا يمكننا أيضا أن نقوم بوضع النظريات خاصة
فى المجال الإنسانى ، وأن الأمر ليس مطلقا
فتحياتى لكل أساتذتى فى كلية الإعلام ، فلا يوجد أستاذ لم أستفد كثيرا من مادته العملية
موقف لزميلة
حكت لى زميلة من كلية الإعلام عن موقف تعرّضت له ، فقد استمعت لمصطلح " الصحافة الصفراء " وقبل
أن تستوضح معناه وتتريّث قليلا ، انطلقت لبائع الجرائد على باب الجامعة ، وسألته : لو سمحت يا عم ، أريد
صحيفة صفراء
لكن البائع ، قلّب عينيه فى الصحف أمامه ، ثم أجابها وهو يشير للصحف : والله يا بنتى ، هناك صحافة خضراء
وأخرى حمراء ، لكن لا أجد واحدة صفراء
فتركته زميلتى ، وانطلقت لبائع جرائد آخر ، وسألته نفس السؤال ، لكنه كان أكثر مرحا فى إجابته ، فقال لها :
خذى أى صحيفة ، واتركيها قليلا فى الهواء ، وسوف تصبح صفراء
0 Comments:
Post a Comment
<< Home