Saturday, October 06, 2007

عرْض تلخيصى لكتاب فلسفة الجمال ، د. أميرة حلمى مطر ، مكتبة الأسرة ، المكتبة الثقافية ديسمبر 1962



مصر - قناع توت عنخ آمون - فن فرعونى


للكاتبة كتابان حول نفس الموضوع ، إلاّ أن كتاب مكتبةالأسرة أكثر تفصيلا ، وأكثر سهولة فى محاولة الاقتناء


إلاّ أننا سنعرض اليوم تلخيص كتاب " فلسفة الجمال " التابع للمكتبة الثقافية ديسمبر 1962 . وسنعمل فى هذه التحديثة


على ثلاثة محاور بإذن الله تعالى


المحور الأول : مجالات نظْم النظريات فيما يخص الفن .


المحور الثانى : عرْض تلخيص لكتاب علم لجمال .


المحور الثالث : قضية الانتقال من الصنعة الوظيفية للصنعة التأثيرية والعكس .


المحور الأول


مجالات نظْم النظريات فيما يخص الفن


المجال الأول


توصيف الفعل الفنى لدى الإنسان


نظريات ( الصنعة - المنبّه ورد الفعل - الصنعة التأثيرية والوظيفية )


المجال الثانى


فى الجمال ، ورغم أن مجالى الفن والجمال منفصلان عن بعضهما ، لكن لمن شاء الربط بينهما ، فتوجد إمكانية


نظْم نظرية عن الجمال " وهو ما سنعرض له اليوم " .


المجال الثالث


كيفية تنفيذ المضمون الفنى ، والتى تعبّر عن رؤية الفنان فى كيفية نقل أحاسيسه وإبداعه ، وحيث توجد مذاهب


( الرومانتيكية - الانطباعية - السيريالية وغيرها ) ، وهذه سنعرض بشئ من التفصيل لها بإذن الله تعالى من كتاب


الفن والإنسان .


المجال الرابع


الهدف من العمل الفنى : الفن للفن ، الفن للمجتمع ، الجمع بين هذين المفهومين .


مع ملاحظة أن


مفهوم " الالتزام " ليس عرْضه للقبول أو الرفض - من وجهة نظر نظرية الصنعة التأثيرية - ، حيث إن الالتزام


يكون متضمّنا فى الوسيلة وليس الهدف .


ولا مانع على الإطلاق من وجود مجالات أخرى أكون قد غفلت عنها .




مصر - الكنيسة المعلّقة - فن مسيحى


المحور الثانى


تلخيص كتاب " علم الجمال " ، المكتبة الثقافية


ديسمبر 1962 ، د . أميرة حلمى مطر


مقدمة


فلسفة الجمال : هى هذا الفرع من فروع الفلسفة الذى يعنى بدارسة : أولا : تصورات الإنسان عن الجمال . ثانيا : إحساس


الإنسان بالجمال ، ثالثا : أحكام الإنسان على الجمال .


علاقة الجمال بالفن
الجمال قيمة وهدف يسعى الفنان إلى أن يُضمّنه فى فنّه ، ويحقّقه فى إنتاجه الفنى .


علاقة الفلسفة بالجمال


حيث يسعى الفيلسوف لمشاركة الفنان بفكره الفيلسوفى يحاول به تحليل العمل الفنى وتقييمه لمعرفة : أولا : الأهداف التى


ينطوى عليها العمل الفنى . ثانيا : استخلاص شروط ومعايير الحكم بالجمال أو عكسه على العمل الفنى بناء على استخلاص


هذه الشروط باستقراء الأعمال الفنية على مرّ العصور- ( غير أن لى - صاحبة المدونة - تحفظ متواضع على هذا


الأمر ، فاستخلاص معايير الجمال من الأعمال الفنية يجب أن يكون أحد المصادر وليس كلها ، وتبقى الحياة بكاملها


يضيف الفنان للفيلسوف ويضيف الفيلسوف للفنان وهكذا ).- ولذا نشأت فلسفة الجمال . ومن ثم تتصل فلسفة


الجمال بتاريخ الفن محاولة بذلك البحث فى الأعمال الفنية المختلفة فى تقدير شروط تحقق الجمال فى هذا العمل


الفنى أو ذاك . حيث إن : الفن هو مقياس وعىّ الإنسان بالجمال والمنظار الذى به تستقيم رؤيته الجمالية ، لذلك


اتجهت فلسفة الجمال فى العصر الحديث إلى البحث عن " الإحساس بالجمال " وعُرفت " فلسفة الجمال " باسم


الاستطيقا " علم الجمال " ، الذى استقلّ عن الفلسفة ، كما استقلّ عم الأخلاق والمنطق عن الفلسفة كذلك ، التى - الفلسفة - ما زال


محور أبحاثها ثالوث القيم الخالدة ( الحق ، الخير ، الجمال ).






مصر - جامع أحمد بن طولون - فن إسلامى


الجمال ، كعلم ، وكفلسفة


على أن الفرق بن الجمال "كعلم " و " كفلسفة " ، هو أن الجمال كعلم أو " علم الجمال " ينزع للنواحى التجريبية


بمعنى إجراء التجارب ، مثال : عرْض صورة على مجموعة من البشر ومعرفة رأيهم الجمالى ، وبالتالى وضع


شروط للجمال بناء على مثل هذه التجارب . فى حين إن الجمال كمبحث فى الفلسفة " فلسفة الجمال " تبحث عن


شروط ومعايير الإحساس والحكم الجمالى لدى الإنسان باستخدام العقل والتأمل دون محاولة التجربة . والاتجاه الأول


التجريبى ، هو من سمات التجريبيين المحدثين ، فإن الاتجاه الثانى _ العقلى العاطفى - من سمات الفلاسفة .


ولاشك أن اعتماد الفلاسفة على عقولهم فقط دون التجريب فى استخلاص معايير الإحساس والحكم الجمالى لدى الإنسان


يعكس وجهة نظر كل فيلسوف فى الحياة والبيئة التى عاش وتربى بها ، والعوامل الشخصية والإنسانية المحيطة به .


ولذا ، تتعدّد وجهات وآراء الفلاسفة حول الجمال باعتبار تعريفه هو تجربة شخصية لكل فيلسوف .

هدف أى بحث فلسفى بوجه عام
هو " الوعىّ بالقيم " التى نلتزم بها فى تفكيرنا وسلوكنا وإحساسنا وإعادة النظر فى هذه القيم على ضوء

الواقع

والحياة وتطورهما ،فمن المستحيل أن يغيّر الإنسان فى الطبيعة ، ولا يغيّر من جوهر نفسه .

استدراك هام : الصور مأخوذة من مجلة العربى الكويتية الأعداد ( ديسمبر 2005 - يونيو 1990 - نوفمبر 2006 - إبريل 2006 - يوليو 2005 - سبتمبر 1994 ) على التوالى ، ما عدا صور الصين ، السعودية ، تركيا ، فهى من مصادر أخرى .



العراق - تمثال أبى نواس

ما هو الجمال
موقف الفلاسفة من الوجود والإنسان يترتب عليه بالتالى اختلاف تعريفاتهم للجمال والحق والخير ، وإحساس
الفلاسفة بالجمال يحاولون فيه تجاوز حد الموجودات فى هذا العالم الواقعى المحسوس إلى تحديد الخصائص
العامة أو علّة تمييز الجمال التى لا تتغيّر بتغيّر الزمان أو المكان ، والتى بدونها لا يكون الشئ جميلا
استراحة فنية
شعر " الجراد فى سماء لبنان " حرب قانا 2006
للشاعر أشرف أبو اليزيد ، العربى سبتمبر 2006
لا يزال ينهش الجسدَ الجرادُ الذى
القت به ، فى الشرايين
سُفن النفايات
يغيّب الربيع ف الفصول
ويُسدل الدخان فى العيون
يمكن استكمال الشعر على العنوان التالى
www.el-taleaa.blogspot.com

مناهج الفلاسفة للوصول إلى المعرفة
( العقل – العاطفة – التجريب )
أولا : العقل
من الفلاسفة من اعتمد على العقل لكى يكتشف الجمال مثل أفلاطون وأرسطو .
ثانيا : العاطفة
ومن الفلاسفة من اعتمد على الإحساس مثل : الصوفية .
غير أن كلا الفريقين على السواء قد افترض أن للجمال حقيقة ووجود مستقلّ عن الذات الإنسانية العارفة ، وقد اعتمدت
فلسفة العصور القديمة و الوسطى على هذين المنهجين (العقل – العاطفة ).
ثالثا : التجريب
حاولت الفلسفة الحديثة أن تعيد النظر إلى مشكلاتها : الحق ، الخير ، الجمال ، بواسطة المناهج العلمية والتجريبية
وعدّت ذلك هو الوسيلة المثلى للبحث فى كل الأمور الإنسانية ، بل ولم تعترف بجدوى أى تفكير فى المشكلات الإنسانية
لا يعتمد على هذا الأسلوب العلمى ، ونادت بضرورة قيام علوم إنسانية تبحث فى كل القضايا الإنسانية على غرار العلوم
التى تبحث فى الظواهر الطبيعية . وكانت الخطوة الأولى فى سبيل تحقيق هذه الغاية هى العزوف عن البحث العقلى
أو الجدل فى معنى الجمال ، وأن يتم الرجوع إلى الذات الإنسانية وحدها للبحث التجريبى فى شروط إحساسها
بالجمال .
وقد بدا لأصحاب هذه المناهج التجريبية أن الحديث عن وجود جمال مطلق مستقلّ عن وجود الإنسان ، إنما هو
جدل ميتافيزيقى لا إثبات على وجوده أو على عدمه . وعلى ذلك ، فقد ذهب المحدثون من الفلاسفة التجريبيين
إلى أن الجمال ليس سوى صفة يضيفها الإنسان على الموجودات التى يحكم عليها بالجمال ، وهم بهذا الشأن قد أرجعوا
قيم الحق والخير والجمال إلى الإنسان وحده ، فهى إذا قيم نسبية لا وجود لها إلاّ فى إدراك
الإنسان
وهى ذاتية بمعنى إنها حالات وانفعالات لا وجود لها خارج الذات المدركة ، الأمر الذى من احدى صور خطورته عدم إمكانية وضع قوانين عالمية .
الجزائر - الرايس حميدو
إكمال التعليق على تمثال الرايس حميدو من المجلة :" تركيا ، وجاء الأسطول العثمانى إلى الجزائر منقذا ، ولم يرد
الأساطيل المسيحية فقط ، ولكنه حاصر الشواطئ الإيطالية والبرتغالية ، وفى عام 1529 ، كان خير الدين بارابوسا ، أو ذو اللحية
الحمراء ، أميرا للبحار فى الجزائر يفرض سيطرته على مدخل البحر الأبيض . وكان صعود الرايس حميدو
وتسيّده على إمارة البحرية الجزائرية يتوافق مع قيام الثورة الفرنسية ومجئ نابليون للحكم ، وقد استطاع أن يستولى
على واحدة من أكبر سفن الأسطول البرتغالى ، وأطلق عليها " البرتغالية " ، ثم أضاف إليها سفينة أمريكية هى " الميريكانا" إضافة
إلى سفينته الخاصة ، كان أسطوله الخاص يتكوّن من هذه السفن الثلاث ومن أربعة وأربعين مدفعا فرضت سيادتها
على البحر لأكثر من ربع قرن . وكان وسيما وشجاعا ومحظوظا أيضا ن فقد تصادف صعود نجمه مع الفوضى
التى سادت فى أعقاب الثورة الفرنسية ، ولكنه وقع فى خطأ مميت مع أمريكا ، فقد كانت الولايات المتحدة قد وقعت
على معاهدة مع الجزائر تدفع بموجبها إتاوة مقابل سلامة سفنها ، وعندما جاء الرئيس جيفرسون إلى الحكم رفض
الدفع ، وأصبحت السفن الأمريكية بمنزلة غنيمة ثمينة لبحّارة الرايس حميدو ، وأرسل الرئيس الأمريكى بعض سفنه
لتأديب الرايس الكبير ، وقد نشبت معركة كبرى ، وبالرغم من تفوق السفن الجزائرية ، فإن الحظ تخلّى عن الرايس حميدو
فأصابته قذيفة مدفع قوية ، قسمته إلى نصفين ، وبموته ، انتهت اسطورة بحرية كبرى ، وسواء كان بطلا أو قرصانا
فقد دافى عن شواطئ بلاده حتى الموت .
"انتهت تكملة قصة الرايس حميدو من مجلة العربى ونعود لاستكمال حديثنا السابق "
الفرق بين الفلاسفة القدماء
والمحدثين فيما يخص الجمال
أولا : المنهج المستخدم
القدماء : العقل ، العاطفة .
المحدثون : المنهج التجريبى .
ثانيا : وجود الجمال
القدماء : وجود مستقلّ خارجى موضوعى .
المحدثون : لا وجود مستقلّ للجمال ، وإنما وجوده يترتب على إدارك الإنسان له ، فالإنسان هو معيار وجود الجمال من عدمه .
زامبيا - نحت
نقد الاتجاهين السابقين بالنسبة لوجود الجمال
نقد كثير
من المفكرين الاتجاهين السابقين ، الأول الذى يعطى الجمال استقلالا موضوعيا عن الإنسان ، معتبرين أن هذا الاستقلال للجمال
عند القدماء يحوّله – الجمال – إلى فكرة باهتة ومجرّدة . كما نقدوا الاتجاه الثانى الذى يلغى تماما الوجود المستقلّ
للجمال ويجعل الإنسان هو شرط وجود الجمال على اعتبار أن هذا الاتجاه يحوّل الجمال إلى انفعال ذاتى لا أساس له
فى الوجود الخارجى وهذا لا يمكن تقبّله . لذلك ، يتفق أغلب
المفكرين
اليوم على ضرورة افتراض أبعاد أخرى تدخل فى تحديد الجمال إلى جانب تلك العلاقة الثنائية ( الذات المدركة " الإنسان " – الموضوع الذى نحكم عليه بالجمال ).
والطرف الثالث هو : تلك المعايير التى يفرضها المجتمع على الإنسان كى تستقيم أحكامه الجمالية ، فمعايير الحكم
الجمالى هى ثمرة من ثمرات المجتمع ، إذ من خلال المجتمع يرى الفرد الجمال ويستوعبه ، لذلك، فقد دخل
البحث فى الجمال ضمن ذلك الجزء من أجزاء الفلسفة الذى يسمّى باسم " فلسفة القيم " ، وبالتالى أصبح لا يقف
عند حد البحث الميتافيزيقى " ما وراء الطبيعة " ، فيما يخص حقيقة وجود الجمال ولا عند البحث السيكولوجى
فى الإحساس الإنسانى به ، وإنما اتسع لعنصر ثالث هو : تلك القيم والمعايير التى يلتزم بها الإنسان فى أحكامه الجمالية .
وفى حدود هذه المناهج " عقلية ، عاطفية ، تجريبية " ، حاولت الفلسفة أن تحل لغز الجمال ، وكان من نتائج
إدخال فكرة " القيمة " عند البحث فى الجمال ، أن اتسعت فلسفة الجمال للبحث فى القيم الأخرى المرتبطة بالجمال
كالبحث فى الروعة ، الرشاقة ، اللطف ، بل اصبح من المألوف أن يسأل الفيلسوف
اليوم
عن " القٌبح " ، وهل تعنى فلسفة الجمال ب" القبح " قدر عنايتها بدراسة الجمال .
ولم لا يدخل
القبح كقيمة فى فلسفة الجمال بل ولم لا يكون القبح نوعا من أنواع الجمال ، ولكن كيف يمكن اعتبار " القبح " قيمة
جمالية ، ولم يسعى فنان ما إلى محاولة تحقيق القبح فى إنتاجه الفنى . التفسير هو : إن تحقيق القبح فى عمل فنى
بإرادة الفنان لا يمكن إلاّ أن يكون تحقيقا لشروط فنية معيّنة يتطلبها العمل الفنى وبهذا يتحوّل القبح إلى قيمة إيجابية شأنه شان الجمال
السعودية - كسوة الكعبة الشريفة

القبح ما بين القيمة الإيجابية والسلبية
على أنه لى – صاحبة المدونة – مداخلة فى هذا الصدد لفتح المزيد من باب المناقشة حول " القبح " كقيمة جمالية فى العمل الفنى
مثال لتصوير " القبح " فى القرآن الكريم
) أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14) مَثَلُ الجَنَّةِ الَتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ
مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ
فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ" سورة محمد
" نعود لاستكمال الحديث من الكتاب "
فهمنا كما سبق كيف يكون القبح فى العمل الفنى قيمة إيجابية ، ولكن إذا كان القبح يعنى قصور العمل الفنى عن تحقيق
شروط فنيّة معيّنة أو على أنه فقدان معيار جمالى
معيّن
فلا يجوز هنا اعتبار القبح قيمة يسعى الفن إليها أو موضوعا فى فلسفة الجمال ، لأنه انتقاص للقيم الفنية ، ونقص
فى العمل الفنى ، ولقد بدأت الثورة على تقاليد الجمال وتصوراته الكلاسيكية تسرى منذ القرن التاسع عشر وتفشّت
عبادة " القبح " منذ ذلك التاريخ ، وغلبت قيمة " القبح " على الأدب والتصوير والنحت ، حتى أصبح وصف
" النقص" الجسمانى والروحانى وتصوير جوانب التشويه ، هى سمات الفن الحديث .
ومن ثم
فقد فتح " القبح " للفنان الحديث آفاقا واسعة والهمه التعبير عن قيم استطيقية جديدة ، وامتلأت معارض الفن
اليوم بصور هى أقرب ما تكون إلى رسم
البدائيين والأطفال
ولم يعد الجمال يتمثّل اليوم فيما كان يُعرف به عند قدماء اليونانيين من تناسب وائتلاف أو اكتمال واتزان . كما تمثّل
" القبح " كذلك فى الأدب بجانب الفن التشكيلى ، حيث تمّ تصوير كل أنواع الانحراف فى الأدب ، بل وتخلّى
الإنسان فى الأدب الحديث عن مكانته الأولى بين كائنات هذا الكون وافتقد سمات البطولة وسُلبت شخصيته الفعّالة
وأضحى الأفراد اشبه بالعرائس الخشبية تحركهم القوى الجبّارة التى لا قبل لهم على مجابهتها .
وأتى
عصر " الذرّة " يفتّت معه كل وجود ، ويشتّت كل وحدة ، ولم يعد الفيلسوف اليوم يسعى إلى تحديد تعريف ثابت للجمال ، بعدما ظهر
له استحالة
مثل هذا التعريف بعدما اكتسبت قيم " النقص " و " القبح " و " التشوه" صفة الجمال ، بل أصبحت هذه القيم
وجها آخر من وجوه الجمال ن ومجالا للتذوق الفنى وتعبيرا عن ذات الإنسان ، ومرآه لباطنه الذى يموج بالأسرار

الصين - إناء من الخزف

المذاهب الكبرى فى فلسفة الجمال
أولا : العصر اليونانى : أفلاطون – أرسطو – أفلوطين .
ثانيا : العصر الحديث : كانط - هيجل – فخنر.
ثالثا: العصر المعاصر : كروتشه – بابيه – سارتر – العقاد
.
أولا :
العصر اليونانى
أفلاطون – الجمال فى تحقيق المُثل " الحق ، الخير ، الجمال "

الجمال عند أفلاطون هو " الحب " و " الحقيقة " و " المحاكاة " . والجمال لدى أفلاطون لا يوجد فى الأشياء

المحسوسة المحيطة ، بل يقبع فى عالم مثالى وأن أى خبرة جمالية فى الأشياء
المحسوسة

ما هى إلاّ معرفة تقريبية تقرّبنا من الحقيقة ، فعلى الفيلسوف أن تقوم فلسفته على أسس " المثل ": الحق ، الخير ، الجمال ، بالإضافة إلى الحب والمحاكاة .
ولكن

هل يستطيع الفيلسوف الوصول للمعنى الحقيقى لهذه المُثل التى ترتفع عن مستوى المحسوسات او الموجودات

المحيطة ، فإن سبيله للمعرفة المثالية لهذه
المُثل

هى الحب ، وحينما يصل الفيلسوف أو الفنان الحقيقى لهذه المُثل ، فإن الأعمال الفنية والخلْق الفنى لابدّ وان يكون " محاكيا " للحالة التى
يعيش فيها الفنان . فالجمال شئ مثالى وليس مادى عند أفلاطون وأى شعور لدى الإنسان بالجمال فى شئ محسوس

محيط به ، ليس هو الجمال
ولكن

معرفة قريبة ، وعلى الفيلسوف ألاّ يقف عند حدّ هذه المعرفة التقريبية للجمال ،وأن يرتقى ويتدرّج فى سلم المعرفة

مستخدما الحب للوصول لحقيقة الجمال المثالية .
وعلى الفنان

أن يتمثّل هذه المُثل فى حقيقتها حتى إذا ما وصل الفنان لنوع من حقيقة هذه المُثل ، فعليه أن يشرع فى محاكاتها

فى أعماله الفنية على أن هذه المحاكاة يجب أن تستند على معرفة بحقيقة الموجودات ، لكن ليست المعرفة الحسية لها

وإنما المعرفة المثالية . ومن ثم ، فإن الإنتاج الفنى أو الخلْق الفنى لابدّ وأن ينتج عنه أشياء جميلة ، لأن قيم الحق

والخيروالجمال لدى أفلاطون لا يمكن أن ترتبط بالقبح . ويرى أفلاطون أن فنانى عصره
الذين

اتجهوا إلى تصوير الواقع المحسوس وجعلوا هدفهم من الفن بعث اللذة الحسية عند جمهور المتذوقين ، هم فنانون

مضلّلون ، يحاكون الصور والأشباح ولا يتحرّون الحقائق .
مثال : قضية مثل قضية أطفال الشوارع
ملابسهم رثة وممزقة يتعرضون للاعتداء والاغتصاب والجوع وغيره ، فكل هذه عناصر واقعية ، لكنها تحمل القبح .
والسؤال
هل ننقل القبح للعمل الفنى
على أية حال أنا أعبّر فى هذا الصدد عن وجهة نظر شخصية ، فأمامنا واقع لا يمكن أن نتجاهله ، ولكن التمادى

فى تصوير الواقع بكل تفاصيله المؤلمة والقبيحة هو أمر يجب أن نتحفظ عليه
إذا فهى

طريقة المعالجة ، وربما يكون تصوير أطفال الشوارع بحالتهم البائسة فى الفن ، ربما ترفضه فكرة أفلاطون

عن الجمال وإبعاد القبح عنه ، لكن من يعتبر أن القبح هو قيمة جمالية ، فلا مانع من أن يتمادى فى تصوير الواقع

بكل تفاصيله بلا خجل أو روية . واعتقد ان الحل الوسط هو دائما مخرج من وجهتى النظر اللتى على طرفى

النقيض ، فلا نتجاهل الواقع المؤلم ، ولا نتمادى فى تفاصيله المخجلة .

تركيا - سجادة صلاة
ثانيا : أرسطو
تأثر أرسطو
بأستاذه أفلاطون فى فكرته عن " المحاكاة " فى العمل الفنى وأن الفنان لا ينبغى له أن يتقيّد بالنقل الحرفى من الواقع ،
لكن على الفنان – تبعا لأرسطو – أن يحاكى الأشياء على النحو الذى يجب أن تكون عليه ، فعلى الفنان أن يتحرّى
النماذج الكاملة والتصورات المثالية التى لا تقع تحت بصره فى الواقع ، وإنما يكون وجودها فى عالم المعقولات .
رأى أرسطو فى الشعر
حيث يرى أن الشعر أقرب إلى الفلسفة لأنه يصورّ الحقائق الكلية ،ولذلك فالشعر أعلى مرتبة من علم التاريخ الذى يكتفى بذكر الوقائع الجزئية
والأحداث الملموسة .
ثالثا : أفلوطين
لم يختلف رأى أفلوطين عن سابقيه – أفلاطون وأرسطو – على الرغم من قرون سبعة تفصل بين افلاطون
وافلوطين الذى عاش بالإسكندرية فى القرن الثالث الميلادى حتى يمكن تسمية هذه المرحلة " افلاطون – أرسطو – أفلوطين "
بالمرحلة الأفلاطونية فى النظر إلى الجمال والفن .

زنجبار - نصب تذكارى لضحايا تجارة الرقيق
كانط – هيجل – فخنر
أولا
كانط " 1724 – 1804 " – الكيف والجمال

نقل " كانط " الفلاسفة
من البحث فى الوجود الخارجى إلى البحث عن " الذات العارفة " " الإنسان " ، وتحليل قدراتها على المعرفة ، ومن ثم
رجع " كانط " إلى العقل الإنسانى ، واكتشف فيه :
أولا : تركيبا ما ، غايته المعرفة النظرية .
ثانيا : تركيبا آخر ، غايته توجيه السلوك الأخلاقى .
ثالثا : تركيبا ثالثا، وظيفته الشعور بالجمال والحكم عليه .
الكيف والجمال عند " كانط "
الكيف : تتلخّص فى تعريف الجميل بأنه " الشئ الذى يسر الإنسان ، ويُرضى ذوقه من غير أن يكون وراء هذا السرور فائدة معينّة
أو غرض ما .
ثانيا : هيجل
تجربة الجمال
عند هيجل هى تجربة عقلية معرفية ، ولكنها لا تصل إلى إدراك الحقيقة الكاملة ، وانتهى إلى القول بموت الفن ،
الأمر الذى دفع الفيلسوف الإيطالى كروتشه إلى القول بأن علم الجمال عند هيجل لم يكن إلاّ مديحا مشئوما للفن .
ثالثا
فخنر " 1807 – 1887 " – الجمال والتجريب
قام فخنر
بإجراء تجارب لقياس تقدير الجمال ، ومن أهم هذه التجارب ، تجربة مستطيلات الكرتون الأبيض التى وضعها
بغير نظام على منضدة سوداء ، ثم طلب من عدد من الأشخاص أن يذكروا أى المستطيلات أشد قبولا ، وايها أشد
نفورا بصرف النظر عن الفائدة الممكنة منها ، وبعد تحليله للنتائج انتهى
إلى تحديد الشكل
الذهبى ، وهو الشكل ذو النسب التى لقيت أكبر قدر من القبول عند الجميع . وتطورت فلسفة الجمال بعد ذلك ،
ففى ألمانيا سادت النزعة النفسية فى دراسة علم الجمال ، فظهر علم النفس الجمالى

الإمارات - من متحف الشارقة

كروتشه – جان بول سارتر – عباس محمود العقاد
أولا

كروتشه " 1866 – 1952 " – الجمال – الحدس
يرتبط الجمال

عند كروتشه بالحدس ، حيث يعنى الحدْس عند كروتشه إدراك لشئ ما ، والقدرة على التعبير عنه ، فالفنان – تبعا لكروتشه – صاحب

حدْس ، وقادر على التعبير عن حدْسه ، فإذا فعل ذلك ، كان الشئ جميلا .
ثانيا

الفيلسوف الوجودى جان بول سارتر – الجمال والمسئولية
اساس فلسفة الجمال عند سارتر
يعتمد فى

رأيه على الالتزام ، وفؤادها : " إن الفرد وبخاصة الفنان أو الكاتب مسئول عن توجيه الأحداث الاجتماعية والسياسية

التى تدور حوله وتجرى فى عصره ". يقول سارتر : " إننا لا نكتشف أنفسنا بالعزلة والاعتكاف ، وإنما يتم لنا

ذلك فى الطريق وفى زحام المدن ، وبين الجماهير ".

ولسارتر مواقفه المشرّفة التى وقفها من الأحداث السياسية التى توالت على بلاده أثناء الحرب العظمى وما بعدها

وخاصة تأسيسه لمجلة " الأزمان الحديثة " عام 1964 ، ولقد قاد سارتر حملة المعارضة
لسياسة

بلاده الوحشية فى الجزائر ، كما التزم هو نفسه بما دعا إليه من ضرورة مشاركة الكاتب والأديب فى توجيه

مجرى الأمور الدائرة فى عصره . وواضح من هذا الاتجاه الأخلاقى الاجتماعى فى فن الأدب عند سارتر

أنه قد ساد الأدب والمسرح الفرنسى ، وأن خصائص الجمال الفنى لم تعد تنفصل عن المضون الفكرى الذى يعبّر عه العمل الفنى .
ثالثا : عباس محمود العقاد – الجمال والحرية
ولعلنا سوف نستفيض فى ذلك بإذن الله تعالى عن طريق عرْض مقال " فلسفة الفن عند العقاد "
قريبا على مدونة قبطية مسلمة – الفكر المعاصر
.
تلخيص ما سبق
العصر اليونانى

افلاطون – أرسطو – أفلوطين – الجمال والعقل والمُثل ( الحق ، الخير ، الجمال ).
كانط

الجمال والإحساس الكيف ".
هيجل ، شوبنهور

تأثروا بالمرحلة الأفلاطونية .
فخنر

الجمال والتجريب .
كروتشه

الجمال والحدْس .
جان بول سارتر

الجمال والمسئولية .

عباس محمود العقاد

الجمال والحرية .

فنزويلا - تمثال المحرّر
المحور الثالث
قضية الانتقال من الصنعة التأثيرية
للصنعة الوظيفية والعكس
المثال الأول

قلعة صلاح الدين الأيوبى
والانتقال من الصنعة الوظيفية
للصنعة التأثيرية
فحينما تمّ بناء القلعة ، كانت تضم الجنود والعساكر والضباط ، فقد تم بناؤها بغرض الاستخدام ، ومع مرور الوقت
أصبحت أثرا إسلاميا
فتحوّلت بهذا الشكل من كونها تقع تحت مفهوم الصنعة الوظيفية ، إلى أن تقع تحت مفهوم الصنعة التأثيرية .
المثال الثانى
عمر بن الخطاب وتمثال العجوة
والانتقال من الصنعة التأثيرية للصنعة الوظيفية
ففى احدى المرات
كان عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – جالسا بين أقرانه
من المسلمين
فإذا به ينخرط فى بكاء حار ، ثم بعد ذلك يضحك عاليا ، فتعجّب المسلمون من حوله وسألوه فيما بكاؤك وفيما ضحك
يا ابن الخطاب . فأجابهم بأنه بكى حينما تذكر فى أيام جاهليته أنه قام بوأد طفلة رضيعة له رغم أنها مدّت يدها
لتزيل التراب من على لحيته ، ثم أكمل حديثه بأنه ضحك حينما تذكر فى أيام جاهليته كذلك أنه صنع تمثالا من العجوة
ليتعبّد له " صنعة تأثيرية " ، وحينما شعر بالجوع ، أكل التمثال " تحوّل هنا من الصنعة التأثيرية للصنعة الوظيفية
وهى إرضاء حاجة الجوع لدى الإنسان ".
وإلى تحديثة قادمة بإذن الله تعالى















Monday, October 01, 2007

عرْض وتعليق لبعض النقاط الهامة من كتاب مبادئ الفن - روبين كولنجوود - مكتبة الأسرة



مصر - أهرامات الجيزة - فن فرعونى


ترجمة : د . أحمد حمدى محمود ، مراجعة : أ. على أدهم ، تقديم : د. ماهر شفيق فريد .

لعلنا نستطيع أن نورد القضايا التى يتناولها الكتاب كما يلى :

أولا : معنى نظرية الصنعة .

ثانيا : خصائص وسمات العمل الصنعى كما فى الكتاب .

ثالثا : لماذا الفن ليس صنعة - كما يرى الكاتب .

رابعا : التعليق على هذه الجزئية ، ولماذا الفن فى جزء منه صنعة كما هو وارد فى نظرية الصنعة التأثيرية .

خامسا : معنى نظرية المنبّه ورد الفعل .

سادسا : التعليق على هذه الجزئية .

سابعا : الفن وعلاقته بكل من الترفيه والسحر ، وهاتان النقطتان يُرجى فيهما رجوع المتصفح الكريم للكتاب .

ثامنا : الفن بوصفه : أولا : تعبيرا ، ثانيا : خيالا ، وهاتان النقطتان كذلك يُرجى الرجوع فيهما للكتاب .

تاسعا : تاريخ كلمة " الفن " كما هو وارد بالكتاب .

عاشرا : كلمة " الفن " فى معناها فى المعجم الوجيز 1994 .

معنى نظرية الصنعة

حيث بدأت بسقراط وانتهت بأرسطو حيث توصّف الفعل الفنى لدى الإنسان باعتباره صنعة لا تختلف عن غيرها

من الصناعات الأخرى مثل صناعات النجارة ، النسيج ، ترقيع الأحذية ، الزراعة ، تربية الخيول ، وغيرها .

والصنعة لابد وأن تعتمد على المهارة ، وبالتالى وحسب هذه النظرية ، فإن الفن صنعة ومهارة .

خصائص وسمات العمل الصنعى كما هو وارد بالكتاب

أولا : الوسائط

الصنعة دائما تتضمن وجود اختلاف بين الوسيلة والغاية بحيث يُدرك كل منهما بوضوح ، وبوصفه شيئا متمايزا

عن الآخر وتستخدم الكلمة " وسيلة " للدلالة على أفعال ينبغى القيام بها باستخدام أدوات وآلات للوصول إلى الغاية

والتى بمجرد الوصول إليها لم يعد هناك حاجة فى تلك الوسائل ( أفعال يقوم بها الإنسان مستخدما أدوات وآلات ).

ثانيا : التخطيط والتنفيذ

الصنعة تتضمن تفرقة بين التخطيط والتنفيذ ، فالنتيجة التى سيتم الحصول عليها يتم تصوّرها سابقا ، فالصانع

يعرف ما يرغب فى فعله قبل أن يفعله ، هذه المعرفة السابقة لا غنى عنها إطلاقا فى حالة الصنعة ، فإذا أمكننا

صنع شئ ما وليكن " الحديد الغير قابل للصدأ" ، فبغير هذه المعرفة السابقة ، فإن ما يتحقق فى هذه الحالة لا يُسمى

صنعة ، بل " صدفة " ، فإذا ما شرع إنسان ما فى صنع منضدة على سبيل المثال ، ولم يتصوّرها فى ذهنه قبل

أن يقوم بالتنفيذ ، كأن يتصوّر عرضها قديمن أو ثلاث اقدام ، أو يتصوّر الارتفاع عن الأرض ما بين قدمين أو

ثلاث أقدام ، وما إلى ذلك فإنه لن يُعد صانعا .

ثالثا : الوسيلة والغاية

مرتبطان فى عملية التخطيط على نحو ما ، ففى التخطيط الذهنى فإن الغاية تسبق الوسيلة ، لأنه يتم التفكير فى الهدف

أو الغاية النهائية أولا ، ثم بعد ذلك يتم البحث عن الوسيلة لتنفيذ الغاية حين الشروع فى التنفيذ .

رابعا : الاختلاف ما بين المادة الخام ، وبين الشئ المنتج النهائى

فالصنعة ترمى إلى تغيير هذا الشئ إلى شئ آخر مختلف ، حيث يبدأ مادة خام وينتهى شيئا منتجا ، ومن المستطاع

العثور على المادة الخام للبدء فى عملية التصنيع .

خامسا : الشكل والمادة

هناك اختلاف بينهما ، فالمادة هى الشئ المشترك ما بين المادة الخام والشئ المصنوع ، أما الشكل فهو التغّير فى

شكل المادة الخام بعد الانتهاء من تصنيعها ( القطن ، ومنشفة الوجه على سبيل المثال ) ، فالقطن مادة خام مشتركة

فى الحالتين ، إلاّ أن الشكل النهائى مختلف عن شكل المادة الخام .

سادسا : الصلة الهيرارشية بين مختلف الصناعات ، فكل صناعة تزوّد الأخرى بما تحتاج إليه

أولا : هيرارشية المواد

فغارس الغابات ينمّى أشجارا ويرعاها أثناء نموها حتى يحصل على المادة الخام التى يعطيها لقاطع الأخشاب

الذى يحوّلها إلى كتل خشبية ، وهذه الكتل الخشبية هى خامة النشّار الذى يحوّلها إلى ألواح ، وهذه الألواح بعد أن تُنتقى

ويتم تهيئتها تصبح خامة النجّار.

ثانيا : هيرارشية الوسائل

فإن أية صنعة تزوّد الأخرى بالأدوات ، فتاجر الأخشاب يزوّد صاحب المنجم بالحطب ، وصاحب المنجم يزوّد

الحدّاد بالفحم ، والحدّاد يزوّد الفلاح بحدوات لخيوله ، وهكذا .

ثالثا : هيرارشية الأجزاء

فهناك عملية مركّبة مثل ما يحدث فى صناعة السيارات ، فتتولى شركة صنع المحرّك ، وأخرى تصنع التروس

وثالثة هيكل السيارات ، ورابعة العجل وهكذا ، والتجميع النهائى لا يعنى بكل دقة صنع السيارة ، بل هو يعنى

تركيب هذه الأجزاء ببعضها البعض .

مصر - قلعة صلاح الدين الأيوبى - فن إسلامى
لماذا الفن ليس صنعة كما يرى الكاتب
أولا :
الاختلاف ما بين الوسيلة والغاية ، فهل يوجد هذا الاختلاف فى الأعمال الفنية ، فالقصيدة الشعرية هى وسيلة
لإحداث أثر عقلى معيّن فى نفس المتذوقين ، فمثلا : حدوة الحصان ، يمكننا اكتشاف المراحل بسهولة التى مرت بها صناعتها
فيمكننا أن نذكر إيقاد الكور ، وقطع قطع الحديد ، ثم تسخينه الخ . فما الذى يتشابه فى هذه العمليات مع حالة القصيدة
الشعرية ، إن الشاعر قد يجئ بقطعة من الورق وقلم ، وقد يملأ قلمه ثم يجلس مربّعا يديه ، فهذه الأفعال خاصة بالكتابة
فما هى الوسائل التى يستخدمها الشاعر فى هذه الحالة للتأليف ، إن العامل الوحيد فى هذا الموضوع هو الشاعر نفسه
والجهد الشاعرى الذى يبذله عقله . فإذا قال أحد أنصار نظرية الصنعة : حسن ، فى هذه الحالة يكون الجهد الشاعرى
هو " الوسيلة " ، و " القصيدة " هى " الغاية " . فإننا سنطلب منه أن يبحث لنا عن حدّاد يستطيع صنْع حدوة حصان
بوساطة الجهد وحده ، وبغير كور أو سندان أو قادوم أو ملقط . فلعدم وجود أدوات مناظرة فى القصيدة ، فلا تُعدّ
القصيدة غاية لها وسائل .
ثانيا :
التخطيط والتنفيذ
إن الفن بمعناه الصحيح لا يتضمن وجود حدّ بين التخطيط والتنفيذ ، فلنفترض أن شاعرا كان ينظّم أبياتا من الشعر
أثناء سيره وعلى حين غرّة ، جادت قريحته بأحد الأبيات ثم جادت بعد ذلك بغيره ، ثم لا يرضى بعد ذلك عنهما
فيحوّرهما إلى أن يصبحا فى الصورة التى ترضيه ، فما هى الخطة التى قام الشاعر بتنفيذها فى هذه الحالة ، أو أن
نحّاتا كان يلعب بالطين ثم راى أن الطين قد تحوّل بين أصابعه إلى شكل رجل يرقص ، فهل لا يُسمّى هذا الشئ عملا
فنيا لأنه قد عُمل بغير تخطيط سابق .
ثالثا :
إذا لم يكن من المستطاع وضْع حدّ بين الوسيلة والغاية أو بين التخطيط والتنفيذ فى الفن الحق ، فمن الواضح أنه
لا يمكن عكس ترتيب الوسيلة والغاية ، أو التخطيط والتنفيذ على التعاقب .
رابعا :
المادة الخام ، والشكل المنتج
فهل يوجد هذا الاختلاف فى الفن حقا ، لو كان الأمر كذلك ، لقلنا بأن القصيدة قد عُملت من خامة ما ، فما هى هذه
الخامة . ولعلّ هذه الخامة هى الكلمات ، فما هى هذه الكلمات ، فالحدّاد لا يصنع الحدوة من كل الحديد الموجود فى العالم
بل قطعة معيّنة من الحديد يحتفظ به فى ركن من دكّانه ، ولكن هذا لا ينطبق على الكلمات ، فلا يقول الشاعر
مثلا سأستخدم كلمة " كذا " خمس مرات ، وكلمة " كذا " اربع مرات الخ ، فالأمر مختلف .
خامسا :
فى الفن ، لا يوجد تمايز كما الحال بالأشياء المصنوعة حيث توجد المادة فى صورة خام قبل أن يُفرض عليها شكل ما
كما أن الشكل يوجد فى صورة مخططة من قبل ، ولا تنطبق هذه الحالة على العمل الفنى ، فقبل ظهور القصيدة
يوجد اضطراب فى روح الشاعر غير أن هذا الاضطراب ليس الخامة التى صنعت منها القصيدة ، كما أن الكلمات
تُستخدم دون إدخال تعديلات على شكل الكلمة وإلاّ تحوّلت الكلمة إلى كلمة أخرى ومعنى آخر مختلف .
سادسا :
ليس هناك فى الفن شئ مماثل لهيرارشية الصناعات ، وقيام كل صنعة بإملاء غاياتها على الصنعة التالية
لها وتزويدها بالخامات أو الوسائل أو الأجزاء ، فعندما يكتب الشاعر أبياتا من الشعر لكى يلحّنها الموسيقى ، فلا تعدّ
هذه الأبيات وسائل لغاية الموسيقى ، بل هو تعاون الشاعر مع الموسيقى لإنتاج عمل فنى يدين لكل منهما بالفضل .
مصر - الجامع الأزهر - فن إسلامى - العصر الفاطمى
التعليق على هذه الجزئية
الصنعة جزء من الفعل الفنى لدى الإنسان
تبعا لنظرية الصنعة التأثيرية
ولعلنا فى هذا الصدد ، سوف نقوم بمناقشة أمرين هامين هما :
أولا : إن هذه السمات السابق ذكرها فى الكتاب لا تنطبق جميعها على كل أنواع الفنون ، وهذا يستدعى منّا ذكر
أنواع الفنون تبعا لنظرية الصنعة التأثيرية .
ثانيا : لماذا لا نعتبر أننا وبناء على النقطة الأولى ، أننا أمام سمات وخصائص مختلفة لكل نوع من أنواع الفنون
وأن كل هذا يندرج فى النهاية تحت مفهوم أو سلوك " الصنعة " ، وهذا يستدعى منّا استدعاء معنى لفظة الصنعة من
المعجم الوجيز لعام 1994 .
أولا : أنواع الفنون تبعا لنظرية الصنعة التأثيرية
الموسيقى
الخط العربى
الكاريكاتير
تلاوة القرآن الكريم
الغناء
التصوير الضوئى
العمارة
النحت
النسيج
الخزف
الرسم
الشعر
المسرح ( أدب )
التمثيل ( آداء)
الرّقص الشعبى التمثيلى
الخطاب السياسى
الخطاب الدينى
ولا مانع من انضمام أنواع أخرى مستقبلا .
ونظرا لمفوم الالتزام الذى تفرضه هذه النظرية ، فقد قمت باستبعاد البالية ، والرقص الإيقاعى والشرقى منها .
فبالنسبة للباليه ، إن ملابس المؤدين التى تُظهر من أجسادهم - ولا سيما النساء - أكثر مما تُخفى ، بالإضافة
إلى تداخل الرقصات بين الرجال والنساء بطريقة مثيرة فاضحة ، إلاّ أن القدرة على الوقوف على أطراف
الأصابع يستحق منا كل التقدير والاحترام . وبالنسبة للرقص الإيقاعى والشرقى فهو يعتمد أساسا على جسد
المرأة ، وقدرتها على استخدام مفاتنها فى إثارة المحيطين . ولا يجب أن يفوتنا الحديث عن " الرقص الشعبى التمثيلى )، فالمقصود منه
ان تكون
ملابس المرأة محتشمة ، ولا يوجد تداخل ما بين رقصات الرجال والنساء ، بالإضافة إلى أن حركة المرأة فى
هذا النوع تعتمد على الذراعين بطريقة تمثيلية يصاحبها الموسيقى .
إن الإنسان
يستطيع أن يمرّن جسده على فعل أشياء كثيرة ، ولكن ليس كل فعل هو مقبول .

فلسطين - قبة الصخرة
نعود للتعليق على رأى الكاتب الجليل ، فإنه من الملاحظ أن الفروق التى ذكرها ما بين العمل الفنى والعمل
الصنعى ينصرف بالفعل وبجدارة على كثير من أنواع الفنون السابق ذكرها : الموسيقى - الخط العربى - الكاريكاتير
- تلاوة القرآن الكريم - الغناء - الرّسم - الشعر - التمثيل - الرّقص الشعبى التمثيلى - المسرح (أدب ) - التصوير الضوئى
الخطب السياسية والدينية ، حيث إن الجهد الإنسانى واضح فيها وحيث تتحدّ الوسيلة والغاية ، ويتداخل
التخطيط والتنفيذ معا ، ولا يوجد اختلاف ما بين المادة الخام والمنتج النهائى ، كما أن كل منها يقوم بذاته .
ولذا ، كانت إضافة كلمة "تأثيرية " لاسم النظرية كى تستوعب بمرونة سمات وخصائص هذه الأنواع من الفنون
التى تضمها نظرية الصنعة التأثيرية ، حيث التأثير النفسى والعقلى والعاطفى الخ .
من إيران

ولكن ، ماذا عن باقى الفنون الأخرى ( العمارة ، النحت ، النسيج ، الخزف ) ، إن تاريخ الإنسانية عبر العصور
قد ترك وراءه أنواعا من هذه الفنون لا يمكن غضّ الطرف عنها إطلاقا ، وكلها - الفنون سابقة الذكر - يدخل
عملها فى إطار الفعل الصنعى بالسمات والخصائص التى اشار إليها الكاتب القدير . ولعلّنا نشاهد فى هذه التحديثة
أنواعا لهذه الفنون
العمارة
( مصر "أهرامات الجيزة - قلعة صلاح الدين الأيوبى - الجامع الأزهر " ، فلسطين " قبة الصخرة " ، الهند " تاج محل " ).
النحت
كما نرى فى الشكل من أفغانستان ، وكما سنرى صور فى تحديثات قادمة لأماكن أخرى مختلفة بإذن الله تعالى
النسيج
كما نرى فى النسيج من إيران ، وكما سنرى سجادة الصلاة من تركيا ، وكسوة الكعبة الشريفة من السعودية
فى التحديثة القادمة بإذن الله تعالى كذلك .
الخزف
كما سنعرض لمثال له من خزف صينى فى المرات القادمة .
كما لا يمكن أن نترك وراءنا العمارة التى تركها العراقيون القدماء ( بابل وآشور ) ، وإن كانت دولة العراق
بحاجة ماسة لتكاتف الجميع لإعادة آثارها المنهوبة إثر العدوان الأمريكى الظالم عليها ، حيث أستبيحت حُرمات
متاحفها . كذلك العمارة والنحت وغيرها مما تركه الفينيفيون ( السوريون القدماء ) ، والرومان والإغريق .
الخط العربى

أولا : الوسائط
الاختلاف ما بين الوسيلة والغاية
ففى هذه الفنون - العمارة ، النحت ، الخزف ، النسيج
هناك آدوات وآلات لا يمكن إنجاز العمل بدونها .
ثانيا : التخطيط والتنفيذ
لا يمكن أن نتصوّر أن يتم تنفيذ هذه المنشآت الضخمة وعمل الأنسجة دون تخطيط مسبق وبالغ الحنكة كذلك والمهارة .
ثالثا : الترتيب ما بين الوسيلة والغاية
ففى التفكير ، تسبق الغاية الوسيلة
وفى التنفيذ ، تسبق الوسيلة الغاية
وهو ما يتفق تماما مع الفعل الصنعى كما أورده الكاتب .
رابعا ، وخامسا : الاختلاف ما بين المادة الخام ، وبين الشئ المنتج
( الشكل والمادة )
وأعتقد أنه متوفر كذلك فى تلك الصناعات ، فالخيوط على سبيل المثال ، مادة خام ، يتم تحويلها لتصبح نسيجا .
كذلك بالنسبة للعمارة ( رمل ، أسمنت ، حديد ، أخشاب الخ ) ولا يختلف حال النحت والخزف عنهما فى
هذا الصدد .
سادسا : الهيرارشية
متوفرة تماما
وبكل أنواعها.
لا يمكن إذا أن نتجاهل هذه الأنواع من الفنون وإن كانت هى من ناحية تتميز بسمات وخصائص الفعل الصنعى
فإنها من ناحية أخرى تستهدف كذلك التأثير فى النفس ، العقل ، الفكر الخ ، وهذا يجرّنا بدوره للتساؤل : ماذا عن الفنون الأخرى إذا ، والتى ذكرناها فى البداية
وهذا ينقلنا
للنقطة الثانية حيث أصبح الأمر متعلّقا بلفظة " الصنعة "، ويكون التساؤل :
لماذا لا نعتبر أن نوعى الفنون هذا
بخصائص وسمات كل منها المختلفة عن الأخرى ، يندرجا معا تحت مفهوم الصنعة ، وأن أنواعا من الفنون
تختلف فى طريقة ممارستها ، والسمات التى تتحلّى بها عن بعض أنواع الفنون الأخرى .
من أفغانستان
معنى " الصّنْعة" فى المعجم الوجيز لعام 1994 ، الصفحة 372
الصّنْعة : الطريقة
المنظّمة الخاصة التى تُتّبع فى عمل يدوى أو ذهنى .
إذا ، فلكل طريقته
وسماته فى إنجازه ، وما عرضناه من الكتاب يكون عوْنا لنا فى تبيّن سمات وخصائص أنواع الفنون المختلفة .

الهند - تاج محل

نظرية : المنبّه ورد الفعل
ففى هذه المحاولة ،
يُتصوّر العمل الفنى برمته شيئا مصنوعا مصممّا لتحقيق غاية معيّنة هى إحداث أثر نفسى ما لدى المتذوقين ، ولكى يستطيع
الفنان التأثير فى جمهوره بطريقة معيّنة ، فإنه يخاطبهم بطريقة معينّة ، وذلك بأن يقدم لهم عملا فنيا معيّنا ، ويتحقق
أثر واحد على الأقل اعتمادا على تمكنه فى الفن إذ يتأثر هذا الجمهور بالعمل الفنى مثلما أراد . لكن النقد الموجّه لهذه النظرية
هو أن هناك اشياء تستثير شعور وانفعالات الإنسان دون أن تكون فنا ، مثل المهرّج الذى يأتى بحركات بهلوانية
ويرتمى على الأرض الخ . كما يقوم الكاتب بتعديد عدّة أنواع من الانفعالات يخرجها جميعا عن كونها فنا .
التعليق على هذه الجزئية
كل هذه المشاعر والانفعالات جزء من التأثير
الذى يحاوله الفن تبعا لنظرية الصنعة التأثيرية
ولعل الأمر الذى
يجب إثارته هو ، لا أن هذه المشاعر والانفعالات جزء من تأثير الفن ، ولكن كيفية استخدامها بحيث لا تكون مبتذلة .
هى قضية الابتذال إذا ، نحن نستخدم هذه المشاعر ، دون الهبوط بها .
مراجعة لمثال المهرّج
كنا قد ذكرنا قبلا أن هذا المهرّج يمكن أن يندرج بما يفعله تحت بند أو فئة الصنعة الوظيفية ، إلاّ أننا نعيد النظر فى
هذا الأمر مرة أخرى ، بالنظر إلى قضية " الابتذال " ، فمشكلة هذا المهرّج هى الابتذال ، ولكن هذا لا يُخرجه
من فئة الصنعة التأثيرية .
تاريخ كلمة " الفن " كما بالكتاب
لإزالة الغموض الذى
يحيط بكلمة " فن ، ينبغى بحث تاريخها ، والمعنى الاستاطيقى للكلمة ، وهو المعنى الذى يعنينا هنا ، حديث العهد ،
لأن كلمة Ars فى اللاتينية القديمة تعنى شيئا مختلفا تماما ، فهى تعنى الصنعة أو أى نوع من التخصص فى المهارة
مثل النجارة أو الحدادة أو الجراحة ، فلم يكن عند اليونانيين والرومانيين تصور لما نعنيه بكلمه فن ، الذى يعد شيئا
جد مختلف عن الصنعة ، فما ندعوه فنا كانوا يعتبرونه مجرد مجموعة من الصنعات مثل صنعة الشعر التى نظروا إليها
من حيث المبدأ - وبعين الريبة أحيانا بغير شك - باعتبارها شيئا مماثلا للنجارة وغيرها من الصنعات ، ولا تختلف
عن أى منها إلا كما تختلف أية صنعة عن الأخرى . ومن الصعب علينا إدراك هذه الحقيقة ، واصعب من ذلك
إدراك ما تتضمنه ، فإذا لم يكن عند الناس كلمة لتحديد معنى أى نوع من الأشياء ، فإن هذا يرجع إلى أنهم لا يعرفونه
شيئا متمايزا ، وبما أننا نعجب بفن اليونانيين القدماء ، لهذا كان من الطبيعى أن نفترض أنهم كانوا يعجبون به بنفس
الروح التى نعجب بها ، ولكننا نعجب به باعتباره نوعا من الفن ، بعد أن أصبحت كلمة فن محمّلة بكل ما اشتمل عليه
الوعى الأوروبى الإستاطيقى الحديث من مضامين محكمة دقيقة ، ونستطيع أن نستيقن تاما بأن اليونانيين لم يعجبوا
به بمثل هذه الطريقة ، وأنهم قد طرقوه من وجهة نظر مختلفة ، أما كيف نظروا إليه ، فلعلنا نستطيع أن نكشف
ذلك إذا قرأنا ما كتبه عنه أناس مثل افلاطون ، وإن كان هذا لن يتحقق بسهولة ويسر ، لأن أول ما يفعله أى قارئ
حديث عند قراءته ما أراد أفلاطون قوله عن الشعر ، هو أن يفترض أن أفلاطون كان يصف تجربة إستاطيقية
مماثلة لتجربتنا ، وثانى شئ يفعله هو أن يغضب لأن افلاطون قد وصفها وصفا رديئا ، ولا يمر أكثر القراء بمرحلة ثالثة .
وكلمة ars فى لاتينى العصر الوسيط مثل كلمة art فى الإنجليزية الحديثة المبكرة - التى نقلت عن اللاتينية
الكلمة ومعناها - كانت تعنى أية صورة خاصة من المعرفة النظرية كالنحو والمنطق والسحر أو التنجيم . ولقد
بقى هذا المعنى على عهد شكسبير أيضا "فبروسبيرو" يقول بعد أن خلع رداءه السحرى : أبق هنا يا فنى . غير أنه فى
عصر النهضة ، فى إيطاليا فى البداية ، ثم بعد ذلك فى سائر الإنحاء ، عاد استخدام المعنى القديم ، ولهذا اعتبر
فنانو عصر النهضة - مثل فنانى العصر القديم - أنفسهم صناعا ، ولم يبدأ فصل مشكلات الاستاطيقا " علم الجمال" ، وتصوراتها
عن المشكلات التكنية أو الخاصة بفلسفة الصنعة إلا فى القرن السابع عشر . وفى آواخر القرن الثامن عشر ، ازداد هذا
الانفصال للغاية إلى حد ظهور فارق بين الفنون الرقيقة ، أو التى تحتاج إلى مهارة عالية ، بل قصد بها الفنون الجميلة ،
وفى القرن التاسع عشر اختصرت هاتان الكلمتان ، واستغنى عن صفة جميلة ، واستبدلت بكلمة الجمع ، فنون ، كلمة المفرد فن .
وأصبحت الكلمة ذات معنى عام ، وهكذا أصبح الفصل كاملا بين الفن والصنعة من الناحية النظرية ، ولكن هذا كان
من الناحية النظرية وحدها ، إذ أن هذا الاستعمال الجديد لكلمة " فن " شبيه بالعلم الذى يرفعه أول المقتحمين
فى القتال فى أعلى القمة - للدلالة على النصر - والذى لا يثبت أن أعلى القمة قد اختل بالفعل .
"انتهى الاقتباس من الكتاب "
وبقيت كلمة
هى أنه فى القرن الحادى والعشرين ، عاد مفهوم الصنعة ليطل برأسه مرة اخرى مصاحبا معه التأثير
وذلك من خلال نظرية الصنعة التأثيرية
كلمة " فن " فى المعجم الوجيز لعام 1994، الصفحة 482
الفنّ : مهارة يحكمها
الذوق والموهبة .
وكذلك
التطبيق العملى للنظريات العلمية بالوسائل التى تحققها ، ويكتسب بالدراسة والمرانة .
وكذلك
جملة القواعد الخاصة بحرفة أو صنعة .
وكذلك
جملة الوسائل التى يستعملها الإنسان لإثارة المشاعر والعواطف وبخاصة عاطفة الجمال كالتصوير والشعر والموسيقى . "ج" فنون .